هودة التعليم

من طرف mimi السبت نوفمبر 14, 2009 11:18 am

او تتم بعصا سحرية تنقل الوضع من حال الى حال. ولكي نصلح نظاما تعليميا ما فاننا بحاجة الى تضافر جهود عديدة منها وزارات الدولة المختلفة ومنظمات المجتمع المدني وينبغي ان يشترك عنصر مهم في هذه العملية الا وهو البرلمان من اجل اصدار تشريعات تسهل عمل هذا الاصلاح. ويجب على قادة الاصلاح ان يطلعوا على تجارب الدول الاخرى التي قامت باصلاح نظامه التعليمي التي كان لها باع كبير في هذا الجانب ومن الدول التي اجرت مثل هذا الاصلاح السويد. لقد اجرت السويد اصلاحات كبيرة على نظامها التعليمي ولكن اكثر الاصلاحات فاعلية تلك التي اجريت على نظام التربية والتعليم منذ بداية الاربعينيات من القرن العشرين والتي يمكن ان تكون مثالا يعتدى به لاصلاح التعليم في العراق .لقد مر اصلاح التعليم في السويد بمراحل ثلاث بدأت في العام 1940 كان المرحلة الاولى تعرف بمرحلة الاعداد اذ شكلت لجنة تعلمية عليا اقترنت بتشريع من البرلمان، قامت اللجنة بصياغة افكار وتحديد اتجاهات عامة لعملية الاصلاح و جمعت معلومات وبيانات عن وضع التعليم وحددت حجم الحاجة للتعليم في جوانب الحياة المختلفة. اذا نظرنا الى التجربة السويدية فنحن بحاجة الى لجنة وطنية لقيادة عملية الاصلاح تشكل على وفق قانون يصدره مجلس النواب تضم المتخصصين من ذوي العلاقة من كل الوزارات ونؤكد هنا المتخصصين واصحاب الخبرة في مجال التربية والتعليم ومن الافضل ان يطلع هؤلاء على تجارب الدول المتقدمة التي قطعت شوطا كبيرا في مجال الاصلاح في نظمها التعليمية. ولابأس من الاستعانة بالخبرة العالمية من الاشخاص الذين سبق وان خططوا لاصلاح النظم التعليمية في بلدانهم .ان فترة الاعداد للاصلاح يجب ان تأخذ وقتها ويكفي الاشارة الى ان فترة الاعداد استمرت في السويد زهاء العشر سنوات. بحيث يصاغ في هذه المرحلة مشروعا متكاملا يحوي كل مايتعلق بالتعليم بعد ان يقوم بدراسات وبحوث تشمل التعليم بمختلف مراحله والادارة واعداد المعلمين .ولكي نضمن النجاح في اصلاح نظامنا التعليمي ينبغي علينا ان نجرب ما توصلنا اليه لا ان نسلم بشكل سلبي بكل نتائج البحوث و الدراسات النظرية او الاستعارة من النظم التعليمية الاخرى اذ ان الدراسات والبحوث قد تغفل اشياء على ارض الواقع وهذا ما يعادل التجربة الاستطلاعية التي يقوم بها الباحث اذ بالرغم من انه قد احكم ضبط متغيرات بحثه لكن يقوم بهذه التجربة تحسبا من ان يظهر شيء لم يكن بحسبانه.ان فترة التجريب قد تستمر لفترة طويلة ايضا و يكفي ان نشير الى فترة التجريب استمرت في السويد من العام 1949 -1950 الى عام 1958-1959.علما ان فترة التطبيق الفعلي بدأت في العام الدراسي 1966- 1967بعد ان تمت تهيئة المستلزمات الضرورية لعملية الاصلاح. وهنا لابد من الاشارة الى ان دولة مثل السويد قضت على الامية في نهاية القرن التاسع عشر التي لاتسمح لمواطنيها بالزواج الا اذا كانوا متعلمين اذ ان احدى شروط الزواج في السويد ان يكون المواطن متعلما. واميركا التي تصنف الان على انها من اكثر دول العالم تقدما ينشر المختصين في التربية و التعليم تقريرا يكفي ان نشير الى عنوانه "امة معرضة للخطر " بسبب ان اطفالها لم يستطيعوا مجاراة الاطفال اليابانيين والالمان تفكران في اصلاح نظامهما التعليمي ونحن بواقعنا الحالي لم نفكر في اصلاح شامل لنظام التعليم.ان الاصلاحات المتجزئة في التعليم احيانا قد تكون لها نتائج عكسية اذ انها قد تعرقل عملية الاصلاح الشامل المبني على اسس علمية دقيقة. ولذلك فنحن بحاجة الى اصلاح شامل يعتمد الاسس العلمية ويقوم به المتخصصون ولابأس ان يرافقه اصلاحات جزئية مدروسة في النواحي التي تتطلب اجراءات سريعة.